الالتهاب الكبدي الفيروسي ب: الكارثة الصامتة

يعتبر الالتهاب الكبدي (ب) هو إصابة فيروسية تصيب الكبد وتمثل خطورة كبيرة على الحياة. وقد يسبب الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) مضاعفات عديدة تستمر مدى الحياة وقد يؤدي لحدوث تليف وفشل الكبد والإصابة بسرطان الكبد. ولا يوجد علاج شافي للالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) ولكن التطعيم يساعد على منع الإصابة.
الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) هو مرض معدي وهو أوسع أنواع إصابات الكبد انتشاراً وأكثرها خطورة على مستوى العالم. وينتقل الفيروس عن طريق نقل الدم أو سوائل الجسم ومن الأم لطفلها خلال فترة الحمل أو من خلال الاتصال المباشر بمكونات الدم الملوث أو مزاولة الجنس دون استخدام واقي أو تعاطي العقاقير عن طريق الأوردة دون استخدام حقن معقمة. ويفوق معدل الإصابة بفيروس الكبد (ب) معدل الإصابة بفيروس نقص (المناعة الإيدز) بمائة ضعف.

1- يعد فيروس الكبد (ب) قضية صحية عامة خطيرة على مستوى العالم، حيث يوجد أكثر من 2 مليار فرد (أي فرد من يبن كل ثلاثة أفراد) مصابون بالفيروس على مستوى العالم. وبالرغم من وجود التطعيم، إلا أن هناك حوالي 300 - 400 مليون فرد يعانون من إصابات مزمنة بفيروس الكبد (ب) حول العالم، والذي يصعب اكتشافه دون إجراء اختبار دم. وتعد الإصابة بفيروس الكبد (ب) هي عاشر الأسباب التي تؤدي للوفاة على مستوى العالم. ولقد توفي 1.2 مليون فرد في العام الماضي وحده بسبب فيروس الكبد (ب) بالإضافة إلى إنه السبب في 80% من حالات الإصابة بسرطان الكبد.

-2 كلما تعرض الفرد للإصابة بفيروس الكبد (ب) في عمر مبكر، كلما ازداد احتمال تحول الإصابة إلى إصابة مزمنة مما يؤدي في النهاية تليف الكبد والإصابة بسرطان الكبد.

ما هي الأعراض؟

يصعب اكتشاف فيروس الكبد (ب)، وفي الواقع لا تظهر أية أعراض على 40% من المصابين البالغين إلى أن تصبح الإصابة مزمنة. وإذا ظهر على المريض أية أعراض، فقد تتمثل في أعراض مماثلة لأعراض نزلات البرد مع اصفرار العين والجلد والشعور بالإعياء وآلام في الجزع وفقد الشهية وغثيان ورغبة في القيء وآلام المفاصل.

كيف يمكن تشخيصه؟

هناك العديد من الاختبارات التي تساعد الأطباء في تحديد مدى إصابة الكبد وكذا مستقبل الإصابة بفيروس الكبد (ب). وتتضمن هذه الاختبارات سلسلة من تحاليل الدم ومسح الكبد وتحليل عينات من الكبد.

كيف يتطور المرض؟

تتراوح الفترة ما بين التعرض لفيروس الكبد (ب) وبداية ظهور الأعراض بين 45 و180 يوم. وتسمى هذه المرحلة بمرحلة "الإصابة الحادة". وإذا ظل الفيروس في جسم الإنسان لأكثر من ستة أشهر، دون علاج، تنتقل الإصابة لمرحلة "الإصابة المزمنة".

يصبح الأفراد المصابون بالالتهاب الكبدي (ب) المزمن عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة بالكبد. وفي المتوسط، يتوفي على الأقل من 15 إلى 25% من المصابين بفيروس الكبد (ب) بسبب أمراض الكبد المختلفة.

من هم المعرضون للإصابة؟

قد يتعرض أي فرد للإصابة بفيروس الكبد (ب) وبخاصة الأفراد الذي لم يتم تطعيمهم. وهناك بعض المناطق المختلفة حول العالم والتي ينتشر فيها فيروس الكبد (ب) بمعدل أكثر من المتوسط مثل أفريقيا وآسيا وبعض مناطق جنوب وشرق أوروبا. ويعتبر الأفراد الذين يشتركون في استخدام حقن غير معقمة أو لديهم علاقات جنسية متعددة ولديهم تاريخ في الإصابة بمرض عن طريق العلاقات الجنسية من ضمن الأفراد المعرضون للإصابة بالفيروس. ويعد العاملين في مجال الرعاية الصحية والأطفال الصغار لأمهات مصابة بفيروس الكبد (ب) من أكثر المعرضون للإصابة.

كيف يتم علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب)؟

هناك العديد من العلاجات المختلفة لفيروس الكبد (ب)، وتعد أكثر أنواع العلاجات انتشارا هي مضادات الفيروسات. إن العلاج المبكر باستخدام مضادات الفيروسات قد يساعد علي إبطاء تطور أمراض الكبد قبل وصولها إلي إصابات مزمنة.

يسمي حجم فيروس الكبد (ب) في الدم "الحمل الفيروسي". ولقد أكدت الدراسات الحديثة علي وجود علاقة وثيقة بين الحمل الفيروسي وإمكانية الإصابة بتليف وسرطان الكبد.5

وتكمن التحديات التي تواجه العلاج بمضادات الفيروسات في إمكانية تكوين المريض لمناعة ضد العلاج.

تتميز العلاجات الجديدة بقلة المضاعفات التي تسببها مما يحد من مقاومة الجسم للعلاج. وأثبتت بعض العلاجات الحديثة قدرتها علي إبطاء عملية تكاثر الفيروس عن طريق عدة طرق ميكانيكية تنجح في الحفاظ على مستوى منخفض للحمل الفيروسي.